نزَّال من قبرشمون: الطلاب هم أكثر المواطنين إخلاصاً للوطن واعتزازاً بثقافته وتعاون بنيه

نزَّال من قبرشمون: الطلاب هم أكثر المواطنين إخلاصاً للوطن واعتزازاً بثقافته وتعاون بنيه
كلام الأمين العام لاتحاد الكتَّاب اللبنانيين الدكتور أحمد نزَّال جاء خلال رعاية مسابقة الإلقاء الشعري التي أقامتها إدارة مدرسة الربيع في قبرشمون بمشاركة المدارس والثانويات المجاورة، وهذا النص الكامل للكلمة:
باعتزازٍ كبيرٍ نلتقي اليوم بالطلاب، الذين حملوا لواء الكلمة سلاحاً فعّالاً في سبيل الوطن المنشود، ليؤكّدوا من جديد أن هذا الجبل رحب الصدر، يتّسع للإبداع بكل أشكاله وألوانه وللوطنيَّة بأبهى صورها.
وإنها لفرصةٌ كريمةٌ أن يكون اتحاد الكتَّاب اللبنانيين مع الأدباء والشعراء والمفكرين الذين تركوا بصماتٍ واضحةً في عالم الثقافة والأدب والقضاء والصحافة والسياسة والقانون، ومع نخبة من المحكِّمين، ومع الطلاب الذين يشكلون البذرة الحسنة للوطن الذي نريد، فالطلاب هم أكثر المواطنين إخلاصاً للوطن واعتزازاً بثقافته وتعاون بنيه.
مهرجاننا اليوم ثقافيٌّ جامعٌ، لا يكتفي باجتماع عادي للحصول على المعرفة، بل يتصدّى لعقد حلقات حوارية، يشارك فيها نخبة من الطلاب، لإلقاء بعض القصائد، فيها من الجرأة ما يجب أن يتصف به الطالب ليكون فاعلاً إيجابيَّاً، ومحرِّكاً للإبداع في حقوله كلِّها، وعقدِ لقاءات تكريمية، مختارة بعناية، ليس فيها محاباةٌ، أو تغليبٌ لغير العلمية والموضوعية من المعايير.
مهرجانٌ يجمع، وهو همُّنا من الثقافة أن تجمع. الثقافة رسالة لبنان، رسالة الوطن، منذ أبحرت الأبجدية من على شاطئه، وانتشر علماؤه وأدباؤه في العالم يبشّرون بالمعرفة. إن نشر الثقافة، كما تعلمون، أفضلُ عمل حضاري لرقيِّ الإنسان، لإبعاده عن كل شرٍّ أو أي إساءةٍ إلى نفسه وإلى الآخر، وإلى الجماعة، وإلى البلد. فالسلم الأهلي، والمواطنة، مدينان للمعرفة، تلك التي توقظ الحميد من صفات الإنسان فينعكس إيجاباً على سلوكه وتفكيره وعلاقاته…
السيدات والسادة،
من هذه الجبل الأشم، أؤكّد لكم حرصنا على تعزيز موقع الثقافة في لبنان، ونحن قادرون، من خلال إعطائها الدعم والزخم اللازمين. وهذا يؤكِّد، من خلال مقاربة الدولة للتنمية الشاملة، بأن لا تكون مقصورةً على ميدانٍ واحدٍ، تجاريٍّ أو صناعيٍّ. لأننا نؤمن أن التنمية الثقافية تعني الريادة بكل أشكالها وظواهرها ونشاطاتها، في مسعى إلى ترقية الإنسان وتوسيع معارفه وحسن تواصله مع الآخرين وتعزيز المواطنة، وقد صارت حقَّاً من حقوق الإنسان.
إننا في اتحاد الكتاب اللبنانيين، بالتعاون معكم جميعاً، روّاد هذا الاتجاه الصحيح في نشر المعرفة الحقة، هكذا تكون المسؤولية الإنسانية والوطنية، التي تحضن الثقافة في رسم مساراتها الناجعة.
واسمحوا لي أن أنوّه بهذا العمل النقدي، لا الاحتفائي، في ظل غياب النقد الحقيقي، حيث من المفروض والأكيد أن تواكب نظمَ الشعر وإلقاءه حركةٌ نقديةٌ تظهر جماله وتقوِّمه بهدف رفع مستوى الجودة فيما يُكتب ويُنشر ويُلقى.
الطلاب يعبرون بكلامهم إلى صميم الحياة، فعلًا لا قولًا، يجسِّدون هواجس الشباب التي ينبغي أن تكون محط اهتمام المعنيين، رسميين وغير رسميين.
نشاطنا المستمر، يعيد الثقة إلى اللبناني بنفسه، وبطموحاته، وبأحلامه.
متمنيًا لكم، باسم الاتحاد، النجاح والتوفيق.
عشتم، عاشت الثقافة الإيجابية البنَّاءة، عاش لبنان.
يُذكر أن لجنة التحكيم تألَّفت من الدكتور مصطفى سبيتي والدكتورة سهى سيف والأستاذ عصمت حسان والأستاذة رولا ماجد والأستاذ إياد أبي علي.