![](https://www.lebanesewriters.org.lb/wp-content/uploads/2025/01/Cover-780x470.jpg)
إلى حَور (طفلة غزاوية قضت تحت الأنقاض)
ناصر العبدالله
تطاردني طيورٌ هادرة
تطاردني طيورٌ غادرة
ثم تهوي فوق رأسي
كرةٌ من غضب ونار
فيهاجمني الترابُ من كل حدب وصوب
ويملأ أذنيَ وأنفي الغبار
من أين لي يا أمي
ساعدان أفتحُ بهما كوةً
في هذا الجدار
من أين لي يا أمي
قدمان تسيران بي
ضدَ هذا الحصار
أصرخُ فلا أسمع صوتي
سكونٌ، لم أعهده من حولي، يطوّقني
ويلفني ظلامٌ دامسٌ
كم هو دامسٌ هذا الظلام
وأنا طفلةٌ تعشقُ الضوء
ولا تستسيغ الظلم أو الظلام
ثم لا يلبث أن يتسلل إلى جسدي
خدرٌ رقيقٌ
ودمعتان وحيدتان حارتان
تنحدران على وجنتيّ
دمعتان فقط
تسقطان على شفتيّ
فترتعشان… وتهمسان
من ينتشلني من تحت هذا الركام
إلى حضن آمن ألوذُ به
حضنُ أمي
هذا كل ما أريده الآن
تتلو فوق رأسي
من ذاك الكتاب آية
أو آيتين
كي تهدأ نفسي وتطمئن
فأنسى ألمي
وأراني أحلّقُ إلى حيثُ لا يطالني
عبثٌ أو قهرٌ وغدرٌ
وتحلّقُ روحي
إلى حيث لا يقوى سيفٌ على منع تفتّح الزهر
واقتران السهل بالأقحوان.