الشعرالمجلة

أمطِري – د. مصطفى عبد الفتاح

أمطِري

د. مصطفى عبد الفتاح

 

فلتمطِري إنْ شئتِ جمرًا وازأَري

ولتكذبي ما شئتِ دهرًا ، وافتري

 

ولْتحرقي الأرضَ التي نحيا بها

ولْتزرعي موتًا بها لو تقدري

 

ولْتصنعي ما شئتِ يا أيدي الرَّدى

ولْتنفثي سُمًّا بكلِّ تجبُّرِ

 

يكفي انتقامًا ، إنَّنا نورُ المدى

يكفي ازدراءً، هلْ خُلِقتِ لتزدري؟

 

يا أيُّها الدُّنيا التي مِنْ ظُلمها

يندى الجبينُ تأسُّفًا إنْ تشعري

 

يكفي ظلامًا دامسًا، ظلمًا، كفى

ما عاشَ ظلمٌ واستمرَّ ، ألمْ تري؟

 

أرأيتِ وردًا كيفَ ينبتُ شامخًا

منْ شِقِّ صخرٍ ، جلمدٍ ، مُتجذِّرِ؟

 

أرأيتِ غصنًا بالبراعمِ ، حاملًا

نبْضَ الحياةِ ، متى بدا للنَّاظِرِ؟

 

ألزَّهرُ ينبتُ بعد فصلٍ عاصفٍ

بعدَ الصَّقيعِ ، وبعد وقتٍ مُعسِرِ

 

ويفوحُ عطرًا ساحرًا منْ روحِهِ

يزهو بتاجٍ رائعٍ ، مُستشزرِ

وكأنَّهُ بلغَ السَّماءَ تفاخرًا

طوبى له من شامخٍ ، متفاخِرِ

 

والطَّيرُ يرجعُ للسَّماءِ مغرِّدًا

ويقيمُ حفلًا فوقَ دوحٍ أخضرِ

 

والنَّهرُ يجري في الحقولِ ، تكرُّمًا

يروي فيبسمُ كلُّ غصنٍ مثمرِ

 

والصَّخرُ يبقى صامدًا ، متحدِّيًا

صوتَ الرُّعودِ ، وكلَّ صوتٍ فاجرِ

 

هيَّا اعصفي ، فالشَّرُّ يعصفُ صولةً

والخيرُ يشرقُ ذاتَ فجرٍ مُزهِرِ

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كل التهاني والتبريكات لإتحادنا الغالي بمجلتنا الغراء، وموقعنا الجميل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى