اتحاد الكتَّاب اللبنانيين: نحن في كل لحظةٍ نعيشُ “أيَّاماً” للغة العربية
![](https://www.lebanesewriters.org.lb/wp-content/uploads/2025/01/5-780x470.jpg)
لمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، والذي يصادف في الثامن عشر من كانون الأول من كل عام، صدر عن اتحاد الكتَّاب اللبنانيين البيان الآتي:
يوم اللغة العربية هو اصطلاحٌ رمزيٌّ… نحن في كل لحظةٍ نعيشُ “أيَّاماً” للغة العربية، وأياماً لنهم المعرفة، وسبر أغوار اللغة.
هذا اليوم، افتتاحاً واختتاماً، هو احتفالٌ بالترقّي والتثقُّف والتاريخ والهويَّة. والترويجُ له هو طموحٌ للمعرفةِ بشموليتِها. فالحضارات القديمةُ والمعاصرةُ ارتقت عبر خزائن المعرفة. إنها حتميَّةُ التطوُّر…
إننا إذ نحتفل بهذه المناسبة، فالتحية للجهود التي تبذُلُها الجمعيات والنوادي والمؤسسات الثقافية في العاصمة والمناطق…
إذا كان في تاريخِ لبنان ما نفتخرُ به جميعاً، بلا استثناء، فهو وجهُنا الثقافيُّ، وإسهامُنا العلميُّ في حضارةِ الشرق، وحضارة العالم، ولغتُنا هي حجر الرحى في هذا الإشراق الكبير.
وأن تكونَ اللغة عنوانًا لدورٍ كبيرٍ وعظيم، في تاريخِنا، فهي محلُّ الاعتزاز، ومجالُ الاحتفال دائماً.
إن تشجيعَ نشرِ لغتنا العربية والترويجَ لها والارتقاء بها، يشكّلُ حجرَ زاويةٍ في العمل الثقافي. غنيٌّ عن التذكير بوجوه النشاط الثقافي في المدن، ويجب أن تتوسَّع لتطالَ أكبرَ عددٍ ممكنٍ من مناطقِ لبنان، بالتعاون مع البلديات والأندية وتنظيمات المجتمع الأهلي.
إننا في اتحاد الكتَّاب اللبنانيين نتطلّعُ باهتمام كبير إلى نتائجِ هذه الجهود الآيلة إلى ترسيخ انتمائنا وهويتنا، عبر حماية هذا الموروث الثقافي المتناقل بين الأجيال، في العادات والطقوس والفنون الشعبية والأمثال والشعر العامي باللغة العربية، والتي اصطُلِحَ على إدراجِها ضمن مسمّى “الفولكلور” -عالميَّاً- ومنذ العام 1846.
هذه الجهود تتناغم مع مقررات منظمة اليونيسكو العالمية ومكتب بيروت وبالتعاون مع اللجنة الوطنية لليونسكو، إنفاذاً لاتفاقية 2003 لصون التراث المادي وغير المادي.
نُدركُ جميعًا أن الاتفاقيةَ التي أقرّتْها اليونيسكو العام 2003، وحفاظًا على هذا التراث العالمي، تُعدُّ وثيقةً دوليَّةً مُلزمةً، على غرار اتفاقية العام 1973، حول التراث العالمي الثقافي والطبيعي، وسرى تطبيقُها في لبنان اعتباراً من العام 2006.
وهذا التراث العريق في لغتنا العربية ووجوه الثقافة كلها، يشكّلُ بوتقةً للتنّوع الثقافيِّ وفرادات الشعوب، ويُترجم من ظلال إرادات البشر في التقارب والتناغم، لفهم واحترام الخصائص المتنوّعة لأعراق البشرية، عبر التعاون الدولي، وحراك المجتمعات في كل الدول.
إن إحياء هذا التراث العريق، يستلزم -بالضرورة- الإضاءة عليه وتحفيز المجتمع الأهلي على استعادته بالممارسات اليومية في حياتنا اللبنانية، ما يزيد من ثراء تنوُّع عادات مناطقنا وتقاليدها.
ختاماً:
شعبٌ لا يتقن لغته شعبٌ يتقهقر
وبالمعرفة نستزيدُ تقدماً وإنسانيَّةً
عشتم، عاشت اللغة العربية، عاش لبنان.