المجلةكلمة العدد

كلمة العدد الأول – الدكتور أحمد محمود نزَّال

كلمة العدد

الدكتور أحمد محمود نزَّال

الأمين العام لاتحاد الكتَّاب اللبنانيين

هذا هو العدد الأول من مجلة اتحاد الكتَّاب اللبنانيين، يبصر النور بعد عامٍ على انتخاب الهيئة الإداريَّة الجديدة، التي آثرت إعادة الحياة إلى هذا الجسد الذي كاد أن يتهالك.

واتحاد الكتَّاب اللبنانيين هو اتحادٌ للكتَّاب اللبنانيين جميعاً، بوصفه مؤسسةً وطنيَّةً جامعةً، وإطاراً ثقافيَّاً وإنسانيَّاً مستقلَّاً.

ويحتفل هذا العدد، كما سيحتفل باقي الأعداد القادمة، بواحدٍ من المبدعين اللبنانيين، هو، في عددنا الأول، يوسف حبشي الأشقر، أبي الرواية اللبنانية الحديثة، والعبقري على حد تعبير نجيب محفوظ، فيكون العدد ممهوراً بتوقيعه، حيث تنبت له جذور في سماء الإبداع اللبناني المعاصر، من خلال دراساتٍ جديدةٍ حول نتاجه الإبداعي، لبعض الباحثين اللبنانيين. كما يحتفي العدد بدراسات ومقالات للكتَّاب اللبنانيين، وجانبٍ يسيرٍ من الإبداع في مجالات الشعر والقصة والمحكيَّة اللبنانية.

هذا جديد هذه المجلَّة، وجديدُها، بالضرورة، هو صدورها، بعد انقطاع طويل لصدور آخر عدد من مجلَّة “إشارات” التي أصدار الاتحاد منها عشرة أعداد في أوقات متباعدة، كان أولها العام 1995، وعاشرها العام 2011، لنتبيَّن، عند العزم على إعادة إصدارها، أنَّها فاقدةٌ للامتياز القانوني، بناءً على سجلَّات نقابة الصحافة اللبنانيَّة. فكان القرار بترخيص هذه المجلَّة، “مجلة اتحاد الكتَّاب اللبنانيين”.

الزملاء والزميلات:

واجهتْنا تحدِّياتٌ منذ بداية هذه الدورة/ المرحلة، على المستويات كلِّها، وأهمُّها حلُّ المشكلات المتوارثة عن الهيئات السَّابقة، التي لم تدَّخر جهداً في سبيل حلِّها، بدءاً من قضيَّة المركز، مروراً بحقوق الأعضاء، وصولاً إلى النشاط الثقافي ونشر الأعمال النقديَّة والإبداعيَّة.

لقد كان الاتحاد حاضراً، وبقوة، على مدى عام كامل، مع القضايا الإنسانيَّة العادلة، وعلى رأسها قضيَّة فلسطين، معلناً مواقفه التي اتَّفقت مع ثوابت الضمير الثقافي الوطني والعربي، مع الكثير من الهيئات المحليَّة والعربيَّة.

على أن إيلاء الموضوع التنظيمي أهميَّة قصوى ما كان ليغيب عن عمل الهيئة الإداريَّة، من خلال تنظيم المئات من الملفات وإصدار بطاقات لها، كذلك فتح الباب أمام الانتساب الجديد، وجلُّهُ من الطاقات الشبابيَّة التي غابت عن الهيئات العامَّة للاتحاد ردحاً من الزمن، وها هي الهيئة العامَّة تعود فتيَّة شابَّةً بانتساب أكثر من مئة كاتب وكاتبة من الشباب المبدع والباحث.

مركز اتحاد الكتّاب اللبنانيين

تعدُّ قضيَّة المركز تحدِّياً رئيسيَّاً مزمناً، إذ إنَّ المركز التاريخيَّ المعروف هو شقَّةٌ سكنيَّةٌ استأجرها الاتحاد منذ زمن طويل، وتعاني ما تعاني، وفوق ذلك هناك دعوى بحق الاتحاد من مالكي المبنى، وهذا معروفٌ وشائعٌ في الوسط الأدبي.

وباختصار، نقول إن هذه القضيَّة أساسيَّة في عملنا، وقد بدأنا العمل على تأمين مركز دائم ولائق منذ اليوم الأول، مع الجهات الرسميَّة وغير الرسميَّة، إلا أن هذه المحاولات لم تفلح، إلى الآن، في تأمين المركز الذي نتطلَّع إليه. ومعنى ذلك أن نكثِّف الجهود في المرحلة المقبلة، خصوصاً مع نشاطٍ ملحوظ برز في الأشهر الماضية، وإقدام البعض على الدعم المادي، إيماناً بهذه المؤسسة الثقافيَّة ودورها، وهذا محطُّ اعتزاز وتقدير، ودعوة مفتوحة لكل الغيورين على الدعم المادي والمعنوي الذي يفضي إلى تأمين مركز دائمٍ ولائقٍ بالكتَّاب اللبنانيين.

حقوق الكتَّاب:

وهذه القضية لا تقل أهميَّة عن سابقتها، وحلُّها، في تقديرنا، هو في تحويل الاتحاد/ الجمعيَّة إلى نقابة مستقلَّة تحمي حقوق الكتَّاب وتؤمن الرعاية الاجتماعيَّة لمحتاجيها. وقد بدأنا العمل في الهيئة الإداريَّة السابقة بإعداد مشروع القانون لتقديمه إلى مجلس النواب، وهو الآن في صيغةٍ نهائيَّةٍ تنتظر استقامة العمل التشريعي في مجلس النواب اللبناني.

استحداث جائزة اتحاد الكتَّاب اللبنانيين للإبداع الأدبي اللبناني:

تمَّ إطلاق الجائزة منتصف العام الماضي، وكان من المفترض أن تُعلن النتائج في يوم اللغة العربية منه، لكنَّ الأحداث الأخيرة أجبرتنا على تأجيلها قليلاً، لكنَّها ستستقرُّ على موعد ثابت في هذا العام، لتكون محطَّةً سنويَّةً تضيء على المبدعين، وخصوصاً أولئك الذين لم تُتح لهم فرصة التواصل مع الجمهور اللبناني والعربي.

ولا يفوتنا أن نذكر سلسلةً كبيرةً من النشاطات والزيارات التي دأبت الهيئة الإدارية على القيام بها، تعزيزاً للتواصل وانفتاحاً على القامات الثقافية، وارتقاءً ثريَّاً مع الآخر في الحوار والتلاقي والتآخي.

الزملاء والزميلات:

وإذ تغمرني الفرحة وأن أقدِّم هذا العمل لكل كاتب لبناني، أجدني معتزَّاً بما ورد بين دفَّتيه، على أنَّ هذا العمل يبقى بحاجة إلى إرشادات القرَّاء ونصائحهم وتوجيههم، وهذا ما نطمع به في الأعداد القادمة.

أخيراً، فليكن الاتحاد شعلةً مضيئةً في سماء الثقافة والحرية والإبداع، وليكن الكتَّاب اللبنانيون نجوماً مضيئةً في هذا الدرب الطويل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى