تقديم النّدوة التكريميّة والتعريف بالإنتاج الرّوائيّ للأديب الكبير الرّاحل يوسف حبشي الأشقر – د. محمّد ماجد
![](https://www.lebanesewriters.org.lb/wp-content/uploads/2025/01/Cover-780x470.jpg)
تقديم النّدوة التكريميّة والتعريف بالإنتاج الرّوائيّ للأديب الكبير الرّاحل
يوسف حبشي الأشقر
د. محمّد ماجد
الأسباب اللاواعية التي جعلتني أختار القصّة ثمّ الرواية، القصّة للوصول إلى الرواية، هي أنّني تعوّدت القصّة في البيت. والدي إميل الأشقر كتب أربع عشْرة قصّة تاريخيّة، وكانت أوّل ما قرأت. رأيت أنّ القصّ يسمح لي بأن أصنع ما أريد وكما أريد. القصّة تتناسب مع كسلي. قال يوسف حبشي الأشقر!
ونقول له، اليوم، في ندوة تكريمه: أيّ كسل وأنت كنت تعيد -بالكلمات- رسم العالم؟
(طعم الرماد، ليل الشتاء، شقّ الفجر، الأرض القديمة) مجموعات قصصيّة تشي سيمائيّة عناوينها بقلق وجوديّ عميق، مع نفحة أملٍ ببزوغ فجر جميل؛ أمّا (المظلة والملك وهاجس الموت) -وهو أحبّ كتبه إليه- فهارب من التصنيفات وموغل في رفض الحرب العبثيّة الّتي لم تغادر مدينة ولا قرية على امتداد الوطن… وفي: (وجوه من الأرض القديمة) يرتدّ عن محبّة القرية ويعلن بقسوة يأسَه من نقاوة الرّيف… قبل أن يتوب إلى الأمل في (آخر القدماء) في حنين إلى أصالة السّابقين لعلّها تمحو خيانة اللاحقين…
وعلى مدى ثلاثين سنة حاك الأشقر ثلاثيّة: (أربعة أفراس حمر، لا تنبت جذور في السماء، الظلّ والصدى) وفيها تعصف الرّياح وتعلو الأمواج، وهو في زورقه هاربًا من حضارة زائفة، يؤمن بالنّجاة مرّة ويستسلم للمجهول أخرى، قبل أن يلقي السّلاح ويعلن انتهاء الحرب:
انتهت حربي مع الكلمات… اليوم أنظر إلى زهرة الدرّاق وورقة الإجّاص والمارغريت… ولكأنّه في إعلانه هذا يفتح بابًا للسلام، بل لانطلاقة جديدة في معنى مختصر للعالم:
أبسط الجمال فاكهة حلوة ووردة…