الشعرالمجلة

لملمِ الأحلامَ – أ. د. محمّد شيّا

لملمِ الأحلامَ

أ. د. محمّد شيّا

 

الطرقُ شديدٌ على الباب،

إصحَ صديقي،

فالشمسُ

تملأُ  الأنَ

أرجاءَ الدارْ؛

 

لمْلِمِ الأحلامَ،

القصصَ الجميلّ

الذي شاهدتَهُ،

بل عِشتَهُ،

فقد طَلَعَ النهارْ؛

 

لمْلمِ القصرَ الذي

سَكنتَهُ،

أدراجَ الرخامِ،

الشرفاتِ،

والمدخلَ الدوّارْ؛

 

وانسَ الحفلَ الذي

أقمتَهً؛

الموائدَ العامرةَ،

وكذلك

أسماءَ الزوّارْ؛

 

إنسَ الحديقةَ،

المقاعدَ الوثيرةَ،

نافورةَ الماءِ،

والبساطَ الممتدّ

من الأزهارْ؛

 

إنسَ شهرَ العسلِ،

الحجوزاتِ،

بطاقاتِ السفرِ،

رحلةَ العمرِ،

ومعانقةَ الأقمارْ،

 

قلْ لعروسكَ

ببساطةٍ،

لقد وقعَ الطوفانُ،

انقلبتِ الدنيا،

وأقفِلَ المطارْ؛

 

لن يكونَ الأمرُ سهلاً،

فالنساءُ عموماً

يعِشنَ انفصاماً

مع الواقعِ،

ونشرةِ الأخبارْ؛

 

لكن لا بأسَ،

فستكتشفْ

أنها مجرّدُ ضحيةٍ

لزمنٍ كان أقسى

من جدارْ؛

 

قلْ لها

أنكَ أحببتها،

وكنتَ شريكَها

في الفرحِ وفي الأحلامِ

قبلَ أن تنهارْ؛

 

أخبرها الحقيقةَ،

كفى مزاعمَ،

وادّعاءِ البطولةِ،

ولا ضير

من بعض الاعتذارْ؛

 

قلْ لها،

إننا لا شيءَ،

مجرّدُ سطورٍ على الرملِ،

أخذها الموجً

آخرَ النهارْ؛

 

وقلْ لها

أن تُجانِبَ غداً

المفرداتِ الكبرى،

التوقعاتِ العاليةَ السقفِ،

وباستمرارْ؛

 

وألّا تؤخذَ

بالخديعةِ،

وأن تحتفظَ لنفسها

بأفكارِها،

وما تملكُ من أسرارْ؛

 

ولحُسنِ الحظّ

فهي ذكيةٌ،

بحسبِ ما وصفتَ

وما كتبتَ لها

من أشعارْ؛

 

ربّما أبكيتها قليلاً،

لكنك لم تخُنّها،

وإن تأخرتَ

لتصحو،

فتكنسَ كلّ ذلك الغبارْ؛

 

ولأنها كذلك،

فستدّرِكُ،

كما أدركتَ

أنتَ،

أنهُ كانَ

حُلُمَ

ليلة صيفٍ

لم يدُمْ غير ثوانٍ،

ثمّ بعثرتهُ

الريحُ،

في الصباحْ،

… ويدُ الأقدارْ !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى